الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية حرّية الإعلام.. ثـــمّ المدافعون عــن التشدّد

نشر في  23 جويلية 2014  (10:56)

لا يمكن الحديث عن إرساء نظام ديمقراطي إذا طلبت السلطة التنفيذيّة من القضاء المبادرة برفع قضايا ضدّ إعلاميين إذا اقتضت الحال ذلك، وهكذا فإنّ تدخّل المرزوقي أمر في منتهى الخطورة، فدون إعلام حرّ تتفشى الديكتاتورية ويهيمن حكم الحزب الواحد.. انّه لا يحقّ للمرزوقي ولا لأيّ وزير أن يحدّ من حرية الإعلام،  وكان رجال هذا القطاع تصدّوا في الماضي  لمحاولة تكريس نظام شبه فاشي.. نعم، لولا الاعلام الحرّ واتحاد الشغل والمجتمع المدني لكانت تونس اليوم تخضع لنظام التروكا الفاشلة بقيادة النهضة.
إنّه من الوهم أن يتصوّر البعض أنّه بالإمكان اخضاع ايّ صحفي أو مؤسّسة اعلاميّة لأوامر السلطة علما أنّ أحزابا وشخصيات سياسية  تتحكّم اليوم في قنوات تلفزية وجرائد نظرا الى الوضعيات المادية الصعبة للمؤسهسات الإعلاميّة! ولكن كل هذا لا ينفي أنه على الإعلام ان يكون أكثر مسؤولية وحذرا في نشر المعلومة، وذلك كلّما تعلّق الأمر بعمليات عسكرية أو أمنية لأنّ العدو قد يستغلّها..
أما في ما يخصّ وزارتي الدّفاع والداخلية فهناك فرق كبير بين انتقاد المؤسستين ككل وبين الإشارة الى الهفوات والأخطاء واختراق هاتين الوزارتين من قبل المتشدّدين، انّ دور الإعلام محوري بالنسبة الى مستقبل تونس، فحرية النقد لا يمكن لجمها اذا كانت موجهة الى أخطاء فادحة ارتكبت..
انّه لا يعقل أن تكمّم أفواه الإعلاميين وتقيّد أقلامهم اذا تعلّق الأمر ـ على سبيل المثال ـ باختراق وزارة الداخلية من قبل حزب سياسي، أو بالقيادات التي سمحت للارهاب بالانتشار وهي الى يومنا هذا تؤثّر على الخيارات الأمنية.. كما لا يمكن لجم حرية الصحافة إذا تعلّق الأمر بهفوات فادحة في التنظيم واليقظة،  فقتل 15 جنديا قضيّة وطنية وليس حكرا على جهة دون أخرى.. والثابت أنه في غياب النقد ستتواصل الأخطاء ولن نهزم الارهاب!
من جهة أخرى شاهدنا مؤخّرا اعضاء من المجلس التأسيسي من بينهم الحبيب خذر يندّدون بقرار الحكومة القاضي بغلق بعض المساجد بعد أن باتت أوكارا للمتشدّدين والارهابيين، وذلك باسم حرية ممارسة المعتقد..
والسؤال الذي يتبادر إلى الأذهان، لماذا صمتت هذه الجماعة عندما كانت المساجد بأيدي الارهابيين وتجار الدين والداعين الى «الجهاد» في سوريا؟ التزموا الصمت لأنهم من أنصار سياسة المكيالين والميزانين ولهم مصالح حزبيّة واضحة وميولات تأكد منها الشعب التونسي..
وأنا من موقعي أطالب بغلق كل المساجد التي ليست تحت السيطرة حتى نحدّ من الخطاب المتشدد والدّعوات الى العنف والارهاب،  علما انّ أغلب المساجد بأيدي حزب واحد ومسخرة لأن تخدم مصالحه عند الحاجة!
إنّ خطاب الحيب خذر وأمثاله يؤكد أنّ في تونس أشخاصا يدافعون عن حرية ممارسة المعتقد في الظاهر، وهم يتناسون أنّ الشعب التونسي ضدّ الظلامية والتطرّف وكل ما يتنافى وطبيعته الوسطيّة وهو يعرف جيدا توجهاتهم المتشدّدة.

المنصف بن مراد